Blog Shortcode

Home / Blog Shortcode
مُحاولات قتل الجِرذ

مُحاولات قتل الجِرذ

انتفَض هزَّاع من نومه مفزوعًا بألمٍ شديد في إصبع قدمه اليسرى الصغير.. نظر تحته فوجد جرذًا، نظر إلى عينيه، أدرك أنه قد قضَم قطعةً من إصبعه، وظلَّ ساكنًا مكانه يلعق الدم، وينظر إليه مُتحدِّيًا مُحركًا ذيله يمنةً ويسرة، جاهزًا للهرب. وكان هزَّاع يعرف من قراءاته، أن الجرذان مثّلت مشكلة لقدماء المصريين لتسللها إلى صوامع الغلال وقرضها وإفسادها، لهذا استأنسوا بالقط لأنه يتفقّد الفئران ويقتلها، ولهذا أصبحت له منزلة رفيعةً، واعتبروه إلهًا، وكانوا يحنطونه عند موته. نهض من فراشه وحمل عصاه، وجرى في كل أنحاء الشقة المهملة باحثًا عن الجرذ، ومحاولًا تضميد جُرح قدمه، لكن قطرات الدماء كانت قد ملأت المكان؛ فأصبح وكأنه...

كيف تخرُج من الأزمات صامدًا مُتَمَكِنًا

كيف تخرُج من الأزمات صامدًا مُتَمَكِنًا

الطبيعة الإنسانية تجعلك خائفًا من المجهول، سنحاول هنا أن نتعلم كيف نصمد في وجه العاصفة؛ فإذا مررت بأزمة أو مشكلة أو مصيبة، وربما لأنك لم تتعلم كيفية الإبحار؛ فستكون خائفًا من العواصف وهكذا هي حياتك، تتعلم فيها الاستقلالية والمرونة والمطواعية والقوة والانحناء للعاصفة، والوقوف شامخ الرأس.. الهدف أن تساعد نفسك في أن تبحر أمنًا قويًا في وجه ما يواجهك، معترفًا بالواقع، ومُستفيدًا من الماضي ومتحديًا المستقبل، تحمل زادك وذخيرتك معك، يدك على الدفة وعينيك على كل شيء، تنظر أمامك وتفهم معنى الريح والأفق ولون السماء ورائحة البحر ونسائمه من حولك، وحركة الأسماك والحيوانات البحرية، ومركبك يمخُر عباب الدنيا.  إنها مسؤوليتك،...

صندوق الدنيا من غزة إلى هوليوود

صندوق الدنيا من غزة إلى هوليوود

عثرت مجموعةٌ من أطفال غزه الجائعين، على صندوقٍ أُسقِطَ من السماء، مكتوبٌ عليه بخطٍ رديء “صندوق الدنيا”، ولما فتحوه وجدوا عينًا تشاهد من خلالها أفلامًا وصورًا، وفوجئوا وسط دهشتهم ونسيان جوعهم؛ بحفل أوسكار 96.. تدافعوا لكي يتابعوا المشهد، رأوا الوجوه الحمراء والسمراء والبيضاء، تلك المدهونة بالماكياج، والأجساد السمينة والغليظة والمتأنقة، ورأوا ملابس نساءٍ لم يروها في حياتهم، وأضواء كاشفة بكل الألوان، ورجال يتحدثون بلغةٍ ساخرة أحيانًا، وأحيانًا أخرى يذرفون دموعًا لا يدرون من أين تأتي، وركزّوا على المخرج البريطاني اليهودي “جوناثان جليزر” واستغربوا لحصول فيلم أوبنهايمر على سبع جوائز أوسكار، ولكن أحدهم كان خبيرًا بالسينما العالمية تولى الشرح والتعليق وأجاب...

زبيدة.. تعُثر الحمل والإنجاب

زبيدة.. تعُثر الحمل والإنجاب

دندن الأب القروي الأمازيغي بأنامله الخشنة، على أوتار العود: “هلالا. جعجع يا زبيدة، بين الجبال جبلين وبين البحور بحرين”. رزق الأبوان في تلك القرية البعيدة ببنتٍ كالقمر، تشبه إلى حدٍ كبير ممثلة الزمن الجميل “زبيدة ثروت”، وتيُمنًا بها سماها أبوها زبيدة “بالطبع هذا اسم وهمي”، ولأنها كانت تشبه عمتها ولا تشبه أمها في أي شيء؛ أكلت الغيرة أمها لأنها كانت تريد صبيًا تستقوي به على عائلة زوجها. كانت زبيدة هادئة ولما تعلًّمَت الكلام قارعت أمها الحُجّة بالحُجّة، انزعجت الأم من لباقتها وجمالها وسطوعها، وتفضيل الأب لها عليها، وبدأت الغيرة تشتد بين الأم وزبيدة، واتبعت معها أسلوب التربية الصعبة، وقسَت عليها...

داخل جمجمة “سفاح التجمع”.. مُحاولة للفَهم

داخل جمجمة “سفاح التجمع”.. مُحاولة للفَهم

مدخل مُعاكس فانتازي: في فيلم “كاترين دينوف.. جميلة النهارBelle de Jour” قدَّمت لنا المُمثلة الفرنسية الجميلة، الشخصية المُثيرة للجَدَل، للزوجة الأرستقراطية التي تشعر بالملل من حياة البذخ؛ فتقرر أن تخرج كل صباح للتسكُّع والذهاب إلى “مدام.. قوادة” في بيت دعارة، لتُسلِّي نفسها بإقامة علاقات مجانية، تلتقي فيها بأنواعِ رجالٍ مختلفين تمامًا عن زوجها، ولا يزال الفيلم يحظى بالاحتفاء والتحليل والدراسة، لأنه لا يذهب الى الجنس من أجل الجنس، بل للمعاني الكبيرة التي تحملها تلك الشخصية، وحاجتها الى الحياة الحقيقية، بعيدا عن حياة البذخ الخالية من الإحساس والعاطفة، وإن كان ذلك باستخدام الجسد أشد الأمور خصوصيةً للإنسان وللمرأة تحديدًا. “كشفت النيابة...

أحزان الأميرة فيرونيكا

أحزان الأميرة فيرونيكا

كان ياما كان في سابق العصر والأوان، الأميرة فيرونيكا ابنة الملك متعب الحيران، والأم لؤلؤة المكان، لما بلغت الأربعة عشر سنة، أتاها الحيض وظهرت عبقريتها وتبين إصابتها بمرض نادر؛ فقررا إدخالها إلى مدرسة راهبات داخلية للمتفوقين علميًا، كانت تتعب في المدرسة ويشحب وجهها وتتصحَّر عواطفها ويتبلَّد وجدانها، ولكنهما أتوا بها الى القصر وعاينها طبيب القصر بأمهر الدواء، لكنها وصلت إلى الانهيار الكامل، وقررت ألّا تكمل الدراسة، وأنها لا تتمكن من أن تُحِب أو ترى نفسها زوجةً أو عالمة فضاء كما تمنّى الملك، كانت تحلم أحلام يقظة كثيرة، وتدعو ربها ألا تموت، ولكنها أحست بأن مخها يأكل بعضه بعضا؛ فحبست نفسها...