ثمّة لحظة فارقة حين يقرر الإنسان أن يروي حكايته؛ فما هو البُعد السيكودينامي لتلك اللحظة؟ إن القرار بالحديث عن الذات ليس هيّنًا، بل زلزاليّ من منظور التحليل النفسي؛ إنه انفتاح الجرح واعترافٌ بالوجود. حين قرر دياب أن يروي حكايته، انتقل من حالة الكبت إلى بداية التحوّل الرمزي؛ فالحكاية أصبحت وسيلةً لقول ما لا يمكن قوله صراحةً: الألم، الشوق، الذنب، الغضب. إنها محاولة للسيطرة على الماضي، لا بمحوه، بل بإعادة كتابته. وقرار الحكي هنا يمكن تسميته بـ«ولادة الذات الساردة»، تلك الذات التي لا تكتمل إلا إذا حُكيت، وسُمعت، وفُهمت. يرى فرويد أن المكبوت لا يموت، بل يعود في صورة أعراض، بينما...
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.