انتفَض هزَّاع من نومه مفزوعًا بألمٍ شديد في إصبع قدمه اليسرى الصغير.. نظر تحته فوجد جرذًا، نظر إلى عينيه، أدرك أنه قد قضَم قطعةً من إصبعه، وظلَّ ساكنًا مكانه يلعق الدم، وينظر إليه مُتحدِّيًا مُحركًا ذيله يمنةً ويسرة، جاهزًا للهرب. وكان هزَّاع يعرف من قراءاته، أن الجرذان مثّلت مشكلة لقدماء المصريين لتسللها إلى صوامع الغلال وقرضها وإفسادها، لهذا استأنسوا بالقط لأنه يتفقّد الفئران ويقتلها، ولهذا أصبحت له منزلة رفيعةً، واعتبروه إلهًا، وكانوا يحنطونه عند موته. نهض من فراشه وحمل عصاه، وجرى في كل أنحاء الشقة المهملة باحثًا عن الجرذ، ومحاولًا تضميد جُرح قدمه، لكن قطرات الدماء كانت قد ملأت المكان؛ فأصبح وكأنه...
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.