على الرغم من أن البعض يظن أن الرجل حُرٌّ فى الحياة وسيعود عازبًا.. فى الحقيقة لا. ليس الأمر بهذه السهولة، فبعض الأبحاث تشير إلى أن الرجال يصابون بالاكتئاب أكثر من النساء بعد الطلاق، خاصة إذا كانوا قد خُلعوا أو طُلِّقوا فى المحكمة، وأيضًا إذا كان الأمر يعقِّد رؤيته لأولاده أو الدخول فى دوامة المحاكم والإنذارات والقضايا.
عادةً، الرجل أكثر مقاومة لطلب المساعدة النفسية، فحياة الرجل بعد الطلاق تتغير تمامًا، فقد كان هناك أصدقاء مشتركون وجيران وأصدقاء فى لقاءات أولياء الأمور بالمدرسة، وقد يفقد الرجل وضعه الاجتماعى والعملى، خاصةً إذا كان يعمل فى إحدى دول الخليج ويجنى مزايا مادية وسكنية كثيرة.
حاول أن تعيد نظام حياتك، المفروض أنك أب وزوج ومعيل وحامٍ، هذه الأمور ستتغير أو ستُفقد بعد الطلاق، إذًا فما دورك فى الحياة الآن؟ هل ستعيد بناء علاقاتك وحياتك؟، وكيفية قضاء وقت فراغك، إذا كان أصلًا لديك وقت فراغ، أى أنك من مدمنى العمل، لكن إذا كنت رجلًا طبيعيًا؛ فستنظم وقتك من أجل صحتك وحياتك الاجتماعية، فإن لم تراعِ صحتك فمن السهل أن تقع فى دائرة الاكتئاب والملل، غيّر من حياتك، وافعل ما يناسبك، لا تحاول تدمير ذاتك، لأنه من السهل جدًا أن يلحق بك الأذى والألم. ليست المرأة دائمًا هى الحلقة الأضعف، لكنها الأكثر عُرضةً للخطر، لا تحاول أن تغطى ألمك وحزنك بالغرق فى دوامة المخدرات، أو أى شكل من أشكال الإدمان، حتى لو كان العمل لساعات طويلة.
لابد أن تظل فى مكانك فى البيت والشارع والعمل والنادى، لا تعزل نفسك، ولا تنزوِ ولا تختفِ، ولا تندفع إلى علاقة سريعة تملأ بها حياتك، لأن فى ذلك خطرًا ويسمى ذلك Rebound، أى رد فعل لفعل الطلاق، مشاعره كاذبة، وغالبًا لا تنجح، وهناك من يكره حياته ويرفض دخول تجربة الزواج مرةً أخرى، ويظل هكذا حتى آخر حياته. لا تحاول أن تمضغ الماضى، ولا تجتر الخلافات والخناقات، لأن فى ذلك مرارة وأسى، ولا تكن معاديًا لمفهوم الزواج، ركز على مستقبلك وحاول أن ترسمه من وحى معطياتك ووجودك.
ستكون قد تعودت على أكل زوجتك، لا تدع الدنيا تقع على رأسك، فلا تأكل إلا قليلًا، ولا تغرق فى الوجبات السريعة الخطيرة Junk Food لأنك ستصاب بعدة مشكلات هضمية، فتنقص مناعتك، ولا تتظاهر بأنك بخير وعلى ما يرام فى حين أنك فى وضع سيئ. تعرّف على مشاعرك السلبية كلها، تعامل معها بحرفية ولا غضاضة فى تلقى العلاج أو النصح أو الإرشاد، ربما ستكون غاضبًا، متوترًا مع تغيرات فى الطاقة والمزاج والنوم والتركيز، ربما أحسست بفقدان الأمل، وقد يملؤك الخوف؛ فتشتاق إلى دفء بيتك، وربما عدت إلى ماما وحضنها الدافئ لتعود طفلًا.
الحياة صعبة بحلوها ومرها، ولستُ هنا بناصح فى أمر يمر به الكثيرون، شِد حيلك، حاول ممارسة الرياضة، واسترخِ، واضحك من قلبك، وتنفّس من بطنك، واشغل دماغك بالصِّحىّ والصحيح، اسمع موسيقى، ونم جيدًا قدر الإمكان، لا تهوِّل من الأمور، يعنى لا تعمل من الحبَّة قُبة، بل ضع كل شىء فى نصابه.
لكن.. هل صحيح أن الطلاق أصعب للرجل منه للمرأة؟، يقال نعم، ربما لأن الرجال لا يمرون بفترة الحداد المهمة، ولأن مُكوِّن الأسرة والزواج يعد رئيسيًا فى هوية الرجل الذى يفتقد وجود أولاده وحبهم ورؤيتهم وهم ينمون سريعًا دونه. نختم بقولنا إن الطلاق صعب وكريه لكل أحد.. بدءًا من الأطفال إلى جدودهم.. نعم!.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.