الطبيعة الإنسانية تجعلك خائفًا من المجهول، سنحاول هنا أن نتعلم كيف نصمد في وجه العاصفة؛ فإذا مررت بأزمة أو مشكلة أو مصيبة، وربما لأنك لم تتعلم كيفية الإبحار؛ فستكون خائفًا من العواصف وهكذا هي حياتك، تتعلم فيها الاستقلالية والمرونة والمطواعية والقوة والانحناء للعاصفة، والوقوف شامخ الرأس.. الهدف أن تساعد نفسك في أن تبحر أمنًا قويًا في وجه ما يواجهك، معترفًا بالواقع، ومُستفيدًا من الماضي ومتحديًا المستقبل، تحمل زادك وذخيرتك معك، يدك على الدفة وعينيك على كل شيء، تنظر أمامك وتفهم معنى الريح والأفق ولون السماء ورائحة البحر ونسائمه من حولك، وحركة الأسماك والحيوانات البحرية، ومركبك يمخُر عباب الدنيا.
إنها مسؤوليتك، وتصرفك في الوقت المناسب الذي سيحدد ردّ فعلك، وستعمل على تطوير ذلك التوازن بين حياتك بين وبين ما يقف أمامك من عقبات؛ فكثير من الأمور تحدد السلبي والإيجابي، أو لا قدّر الله تخرج الأمور من يديك وتصبح عصيّة على الحل.
عليك أن تفهم نقاط ضعفك وقوتك، لتعرف أن هناك أن هذه رحلة وعليك أن تخوضها، ومن المهم جدًا أن تبتعد عن الجهل والعجرفة فهما أس الفساد، وأن تعرف هدفك؛ فمركبك ما ليس إلا استعارة لها أوجه كثيرة.. “ميتافور” شامل، يأخذ في اعتباره ما تمر به وكيف ستجِد المخرَج، وكيف ستتعامل مع ما يمكن أن يضعفك أو يثنيك عن مهمتك.
إن الإنسان في مواجهة الحياة تركيبة معقدة، الميتافور هنا يعني كيف يتعامل الإنسان، مع المشاكل والأزمات التي يواجهها في الحياة اليومية المعاشة؛ فسفينتك لا تتحرك في الماء بمفردها؛ فهناك الأسرة والعائلة الممتدة والعمل وزملائك، وممتلكاتك ورصيدك الإنساني ومنطقتك السكنية، وحساباتك وكيانك وإحساسك بذاتك، والبيئة المحيطة بك والتي تتحكم في أشياء كثيرة؛ فلو كان كانت المركب قد عطب وتسرَّب إليه الماء؛ فإنك فورًا ستتحرك من منطقة الراحة والأنتخة، إلى منطقة الحركة والاكتشاف ومعالجة الأمر، وبالتالي فإن علاقاتك مع الآخرين، سواء داخل البيت أو في العمل حيوية، بالضبط وكأنها الدفّة والشراع والمجذاف، وهكذا.. فإن كثير من الناس يشكون من بيئتهم المحيطة، ويودّون تغييرها ويتعاملون معها إما بكُره شديد أو بقهر شديد، أو بتحايل وعنجهية وسرقة وفساد ذمّة.
السؤال الآن.. هل تملك زمام الأمور، أم أن عجلة القيادة صعبة المراس، وأنك تجد مُعضلة في قيادتها نحو الهدف، إن تسيير الأمور واتخاذ القرارات من اهم الخطوات في الحياة، لأنها تتحكم في مصيرك ومستقبلك، وذلك في مجال أسرتك ومن حولك، وقد تؤثر على عملك، ولتسأل إلى أين أنت ذاهب بهذه المركب؟ هل أنت مُتجهٌ إلى برّ الأمان، أم أنك ستغرق في العواصف، أو سترسو في منطقةٍ نائية؟
إن أي ضعف في بناء المركب، هو ضعف في كينونتك وشخصيتك، وبالتالي فتِّش عن مواطن الضعف وحاول جاهدًا إصلاحها، ثم يأتي دور البوصلة لتحديد الاتجاه، ولكن مشاعرك السلبية والتوتر والقلق والاكتئاب قد يجعلك غير محدد الاتجاه، إذن ركِّز جيدا وحاول معالجة نفسك أو الذهاب الى اختصاصي، وإذا مررت بظروف سيئة وأحوالٍ عاصفة، اتجه إلى تصفية الأجواء وغنِّ وانطلق إلى الهواء الطلق، واشعر بالسعادة والهدوء والأمان، لكن لا تنتظر فمهما كان الجو قارص البرد أو حارًا جدًا؛ فلا تيأس ولا تستسلم، وتأكد من مفاتيح القيادة، ولتكن واعيًا لما هو حولك، وحاول إهمال المنغصات وتوافه الأمور ولا تجعلها تخرج عن نطاقها، حاصرها وتعامل مع الأمور والعناصر التي تحيط بالمركب بالحيطة والحكمة والحذر، ولا تتعالى على ضعفك ولتنتبه للأنا لديك فلا تتضخم.