وجهٌ مُدورٌ كالقمر لكنّهُ مريض

وجهٌ مُدورٌ كالقمر لكنّهُ مريض

تأكد علميًا وعمليًا أن الإجهاد العصبي والنفسي والبدني Stress، والضغوطات التي يتعرض إليها الإنسان بشكل لا يتحمله جسده، تؤدي إلى تغييرات جسيمة داخل الجسم والعقل؛ فمن تجد وجهه منتفخًا متورمًا؛ فهذا يعني أنه ليس مدورًا كالقمر، ولكن يعني أن هناك زيادة كبيرة في نسبة الكورتيزولCortisol.. هرمون الإجهاد والضغط النفسي.

لا يمكن تجنب ضغوطات الحياة، ولكي نفهم هذا الوجه الذي ينبئ بأمورٍ كثيرة عن تغيرات نمط الحياة؛ فمثلًا يصحو الإنسان العصري ويمضي إلى حال سبيله بغير طعام، أو أن يبلع رغيفًا من الخبز مع قليل من الجبن، أو يكتفي بفنجالين من القهوة مع خمس سجائر.

وجه الكورتيزول هو تورم ناتج عن ارتفاع نسبة الكورتيزول في الدم لمدد طويلة، إنه ليس تشخيصًا طبيًا، ولكنه مصطلح دارج ويتداوله الناس على صفحات التواصل الاجتماعي، الكورتيزول تفرزه الغدة الكظرية ويلعب دورًا مهمًا وأساسيًا في التحكم في الإجهاد، وفي عمليات الهضم والامتصاص والالتهابات والجهاز المناعي، ولكن عندما يصبح الإجهاد مزمنًا والضغط مستمرا؛ فإن زيادة نسبة الكورتيزول في الدم تؤدي إلى أعراضٍ كثيرة، كأن يمتلئ الجسم بالماء والالتهابات، وهذا سر ذلك الوجه غير القمري، وجه منفوخ ومتورم من الإجهاد، ويلاحظ هؤلاء المجهدون أن ذلك التورم، يتكوّن حول الخدّين وخط الفك، وفي الحالات الشديدة يمتدّ إلى كامل مساحة الوجه، علما بأنه لا يجب خلطه بمن يعانون من أمراضٍ مزمنة في الكلى مثل Cushing syndrome.

عندما يشتد الضغط النفسي، يحدث ارتجاع في السوائل؛ فيحتفظ الجسم بالصوديوم ويتخلص من البوتاسيوم، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الماء في الجسم، والتهابات في الجلد والأوعية الدموية، وبالتالي تنخفض قدرة الجسم على إفراز الكولاجين، المسؤول عن اللدونة والمرونة في الوجه والجسم، كل هذا يؤثر على صحة الإنسان النفسية والجسدية.

كما أن ذلك الوجه القمري، يحدث أيضًا عندما يضطر الإنسان إلى استخدام عقار الكورتيزون لفترات طويلة، وقد يكون السبب الإفراط في تناول الأغذية العالية في ملح الصوديوم، مما يؤدي إلى ارتجاع المياه، أو الإفراط في استخدام الكحول، مما يسبب جفافًا وحساسية في الجيوب الأنفية، كذلك يؤثر على النوم سلبًا، مما يضعف جهاز المناعة وفي النساء تتأثر الدورة الشهرية تتأثر بشكل كبير.

 حاول الاسترخاء بين الفينة والأخرى، بأداء بعض تمرينات الاسترخاء الذهني والجسدي، أو أن تتعود على النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرا؛ فالنوم الصحي والصحيح لا يكون بعد وجبةٍ ثقيلة قبل النوم، لا بد من الانتظار ساعتين على الأقل، وتقليل نسبه المواد البيضاء في الطعام كالدقيق والسكر والملح، ودائمًا ما تجعل كوب الماء إلى جوارك؛ فإن ذلك يساعدك على التخلص من الماء الزائد في الجسم، بجانب الرياضة البدنية، حتى لو كانت المشي حول المكان الذي تعيش أو تعمل فيه، مما يحسّن الدورة الدموية، وهناك أنواع من المُكمِّلات مضادة للالتهابات، مثل أوميجا 3 والفيتامينات الموصى بها، وفي النهاية إذا كنت تدخن فهذا خطرٌ كبير، وإذا استطعت السباحة ولو مرة واحدة في الأسبوع؛ فعليك بأداء ذلك، واذا نظرت إلى المرآة ورأيت وجهك مدورًا كالقمر؛ فدقَّق النظر إليه لأنه لو كان منتفخًا فإن ذلك يدل على أن شيئا ما غلط.

حاول أن تفهم العلامات والأعراض للضغوطات المختلفة، وأن تنظم وقتك وعملك وحياتك بالقدر الكافي، وتغير نمط حياتك إذا ما استطعت إلى ذلك سبيلا؛ فذلك مهم جدًا، عندئذٍ ستصبح صافيًا رائقًا، يطل وجهك على الناس وعلى أسرتك، صحيحًا صحيًّا ينطق بعلامات الحيوية، التي تظهر في نظرة عينيك وتعكسه على من حولك.

Leave a Reply

Your email address will not be published.