دخلت البنت وفي حضنها القط سمسم، ذو الملامح الجميلة، قائلةً لأمها: “أليس هذا أفضل من خطيب أو زوج أو حبيب؟”، شهقت الأم وصرخت قائلةً “لا أنا لا أحب القطط”؛ فصمَّمت البنت على استئناسِ سمسم والتدفؤ به، وأن تعطي لأمها درسًا.. ” يا ماما.. إن الزواج غير الحب، إنها ثنائية الزوجة والعشيقة؛ فالزوج التقليدي الشرقي، يريد زوجةً مخلصة ترعى الأولاد، وأخرى ترقص له وتعشقه وتغازله ليل نهار، المحظية غير الزوجة الزنانة، ولأن الزواج ميثاق وحلال؛ فهو أفضل، حبيبي بطيء وبارد جدًا، تمنيت أن أدخل على زملائي في العمل، في أول الشهر بدبلة في إصبعي، ولكن هذا لم يحدث”، ثم انخرطت في البكاء.
أصبحت الحياة سلسلة من الخلافات، وتضاربت الشخصيات المختلفة، وفقدت القدرة على التواصل الصحيح، كما أن كافة الصدمات والاشتباكات تَمّ إصلاحها بسرعة، ولكنها تصبح مرةً أخرى مُنهِكَة وفوضوية ومُرهِقَة، وتُعالَج مرةً أخرى، وهكذا دواليك، ويحدث هذا آلاف المرات في اليوم، بل وملايين المرات على مدار السنة.
إن الإجهاد تجربة شائعة في كل أسرة، وقد ينشأ من مصادر شتَّى؛ كفقدان الوظيفة أو الصعوبات المالية، أو المرض أو الوفاة، أو التغيُّرات الأساسية في الحياة، وكذلك سمات الشخصية وآليات التأقلم، والمشكلات العاطفية التي لم يتم حلّها، والصراعات والتوقعات غير المُلَبَّاة داخل الأسرة، لذا يؤدي الإجهاد إلى زيادة التوتر والتهيُّج، وعندئذٍ قد ينسحب أفراد العائلة، أو يتحَوّلون إلى دفاعيين، يجاهدون للتعبير عن مشاعرهم بفعالية.
هنا يساهم الإجهاد في الأعراض الجسدية كالصداع أو التعب المُستمر، أو مشاكل الجهاز الهضمي، أو تعاطي المخدرات والكحوليات كآلية للتكيف، وقد يلجأ بعض الأفراد إلى تناول المُسَكِّنات والمُهدِّئات دونما وصفة طبية أو إشراف علاجي.
إن التوتر يؤدي إلى الشعور بالوحدة والانفصال، لذا فإن الأسرة المتماسكة تدعم أفرادها، للتهدئة والصمود؛ فيكون للتواصل المفتوح والصادق، عاملًا مُهمًا في حل النزاعات وبناء الثقة.
إن علامات الإجهاد قد تصبح نسيانًا، عُسر مزاج، صعوبة النوم، النَهَم العاطفي عند مواجهة التحديات؟ تلك الرغبة في التواصل الإنساني، التي تتحوّل إلى إفراط في تناول الطعام Junk Food، في محاولة لملء الفراغ العاطفي بالطعام، بمعنى إطعام معدتك بدلاً من روحك.
عليك بإعطاء الأولوية للنوم المريح؛ فالحصول على قسطٍ كافٍ من النوم كل ليلة أمرٌ حيوي لصحتك الذهنية والجسدية في البيت والعمل.. تقبَّل المشاعر وتحقَّق من صحتها؛ فمن الطبيعي أن تشعر بالتوتر أو القلق، والاعتراف بهذه المشاعر، لنفسك وللآخرين، ولأطفالك أيضًا، كما يمكن أن يساعد الضحك على توافه الأمور وأفلام الأبيض واسود، والتعاطف مع نفسك ومع الآخرين بجَدّية ودون “صَعبَنَة”، على تنظيم مشاعرك.
ادعم احتياجات أسرتك في الأوقات الصعبة، ادعم عائلتك عاطفيًا وعمليًا، لأن تلبية المطالب العادية والطارئة، وتقديم المساعدة في الأعمال المنزلية، ورعاية أفراد الأسرة، يؤدي بما لا شك فيه إلى تقوية الروابط، وخلق الشعور بالأمان.
شارك في الأحمال المُلقاة على شريكك، لأن المُلاحظ أن أحد الزوجين يتحمَّل مُعظم الأعباء، وقد يؤدي ذلك إلى الإنهاك أو المرض أو السقوط.. لا بدّ من أن تدعم الأسرة بعضها البعض في السرَّاء والضرَّاء، لذلك إذا احترقت وظيفيًا في شغلك؛ فتواصل مع أفراد عائلتك واطلب مشاركتهم بعض الأعباء معك، لا تخجل ولا تتردد.
إذا كانت مشاهدة الأخبار أهم مصدر ضغوطك؛ فقننها بوقتٍ معيّن ولتَكْتفِ بالموجز، وابحث عن إعلام يمنحك وقتًا متساويًا للأخبار الجيدة، والتغطية غير المُتحيزة ودون المبالغة حتى لا تشعر بأن العالم ينتهي.
خُذ بعض الوقت من روتينك المزدحم، للاسترخاء بالطريقة التي تحبها أكثر، ويُعَد قضاء الوقت بعيدًا عن المدينة مثاليًا، لإعادة ضبط آلياتك الداخلية وتجديد ذهنك.
صحتك الجسدية والعقلية مترابطة بشكل مُعقَّد. لذلك عليك بتخفيف التوتر، واتبّاع نظام غذائي صحي ومتوازن في منزلك، اذهب في نزهات عائلية للحدائق العامة والشواطئ العامة، وليكن المشي الرياضي بخطواتٍ ثابتة وبانتظام، أساسيًا في جدول حياتك.
لا تأخذ طاقتك المكبوتة من خارج البيت لتطلقها في المنزل، ولا تتشاجرا كزوجين على توافه الأمور، ولنسمع سويًا منة شلبي في إعلان فيلمها “الهوى سلطان”.. ” أنا عايزه أنام براحتي واصحى براحتي، واشتغل شغلانة طيبة مع ناس طيبين، وأروَّح أتفرَّج على مسلسل”، وتذكّر أن الدراما في الأسرة غير التلفزيون.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Leave a Reply