حُمَّى الأردية البيضاء
الإثنين 28-09-2015
حُمَّى الأردية البيضاء
طالعت بكثير من الاهتمام ملف عدد الماضي من (“الكاتبة” العدد السابع حزيران يونيو 1994 قالت شهرزاد) والذي ضمّ بين جنباته ثلاث عشرة قصة قصيرة كل منها يحمل أهمية خاصة ولوناً متفرداً غير إنني توقفت كثيراً لدى قصة (يارا المعاني) ” خيط بنفسجي”، ليس بحكم مهنتي ولكن من باب عشيقي للغة والنفس في زواجهما الرائع وتقاربهما الحميم. القصة جميلة وغربية ومتميزة إنها أشبه بالقصيدة المتمكنة الرواية الحاشدة للتجربة الإنسانية الخاصة. القصة ككل ليست مجرد تحديد في الشكل والمحتوى بقدر ما هي علامة رائعة لهذا التجدد في دم القصة وروح القص، حقا تراثنا وكتابنا العظام ما زلنا نحتفظ لهم بأصالتهم وأعمالهم، لكن الرواي لم يعد يلفت انتباها كثيراً ونحن على مشارف القرن العشرين، ونحن نعتصر ونمر بتجارب غاية في القسوة من حولنا وبيننا، هنا في قصة (يارا المعاني)، الكيّ بأسياخ الواقع، النفاذ بالصبر داخل البصيرة، النفاذ في نسيج الكلمات وتطويعها لتجسيد وليس لتصوير التجربة النفسية الخاصة بكل عذاباتها، والتجربة النفسية الخاصة والحقة لكل منا هي التجربة النفسية التي ليست كوعكة صحية أو كنزلة برد وغن كانت تتشابه معها؟! كيف؟! في اللغة تتفتت المفردات وتتكثف، بينما يتطلب بناء الجملة تجربة حية فيها توقع وترقب، انفجار وازدهار حتى يطلع النص كما طلع لنا في قصة (خيط بنفسجي)، فإذا رأيت صديقاً يسعل ويعطس وينفخ انفه، فلسوف، بعد ملاحظتك لكل ما يقوم به، تسجل ما قام به، تجمعه سوياً، كأن تلغمه في خيط مسحور وتسميها (نزلة برد)، ثم تضعها في جملة مفيدة: (ها أنت تعاني من نزلة برد!! أرجوك لا تعديني، لا تعطيني نزلة البرد)، كما لو كنت قادراً على أن تمسك بها. وهذا لا يعني إننا نرتاب في وجود السعال والرشح والعطس، فهي أمور لازمة لنزلة البرد إلا أنها (نزلة البرد) تظل وتبقى عملية مركبة جداً ومعقدة للغاية. هكذا كانت، فما بالك بالتجربة النفسية الإنسانية البالغة الثراء والتنوع إذا أرادت وصفها، لا إذا أرادت أن تعيشها لغوياً، لا ان تكتبها، بل ان تحولها الى ألفاظ ومعان ان تخطها حروفاً قاسية حامية الوطأة مشحونة قاتلة مؤججة ومتأججة مشبعة بالألم ومنفجرة بالعذابات، تضج حتى بؤبؤ عينيها بالحقيقة، منظومة وكأنها الكواكب السيارة تطال النفس والجسد وتعقدهما كما المنديل المعقود في اكثر من موضع، إذا أتتك الهمه وأردت أن تفك عقداته مرة واحدة أو على مراحل وايام، فكيف كانت أنا ملك في تعاملها مع عقدة المنديل وكيف كانت العقدة في أحكام وأي من أنا ملك استخدمت وكم من مقاومة واجهة ثم كيف كان المنديل بعد أن تحرر، متعرجاً منكمشاً أم حراً منطلقاً؟!
قصة يارا المعاني (خيط بنفسجي) هي الصوت ورجع الصدى أنها ليست قصة أنها الحياة المكلومة في شكل قصة وكأنها أوفيد الأسطورة أشلاء تتناسخ وتلتحم، تتكون وتتجمع وتكون رجلاً وتكون امرأة وتكون طبيباً نفسياً وممرضة ومريضة، ولولة وشقيق وستائر ولعاب ورحيق، انه الغزل والنسج، النحت والحب، التعب والعشق، التوتر الدائم التعذب والتأوه، انه الإيقاع البيولوجي الكوني الذي يوجه الحياة، ويعتني بالإنسان انه الورد المبرقش بكل روعته وانسجامه، لكل أشواكه ودمائه: قصة تتناسخ فيها الفانتازيا وتنام مع الواقع، تمارس معه الحب وتأكله فيأكلها.
تبدأ القصة بجملة تقريرية:
“لا زلت ارسف في قيد الحياة”
هذا التبديل في اللغة /المعنى من (لا زلت على قيد الحياة) الى (لا زلت ارسف في قيد الحياة) والحفاظ على القيد بمعنيين مختلفين ليس استعراضاً لقدرة لغوية خاصة بقدر ما هو تقرير بديع لحالة مأساوية من واقع التجربة السريرية يعاني منها الكثيرون حتى هؤلاء من لم يتقدموا للعلاج النفسي، وحتى هؤلاء الذين لم يسروا لأحد بأنهم بالفعل يرسفون في قيد الحياة، ان حدود اللغة هنا، بالفعل هي حدود العالم.؟، كله بأسره، من الدور في باطن الأرض وفي المنتهى.
ثم تتقدم يارا لتحكي حكاية مختلفة، حكايتها مع الأشياء والناس، وهي دائماً ما تقلب المفردات لتحقق معنى خاصاً بالعالم كما تراه يارا، فليست هي الأشياء في حد ذاتها التي تقلقنا، لكنها انفعالاتنا نحن معها ورؤيتنا لها، فإذا قال يارا: “قريباً/ ستزعق تلك الأمسيات/ في أبخرة الشاي/ وقرب المدفأة/ وفي كل مضغة ريش تحت صدغي”. القص المعتاد في رأي سيقول: ستزعق أبخرة الشاي في تلك الأمسيات… لكن المفاجأة هنا أيضاً في نهاية الجملة-تحت صدغي- كل هذا تحت الصدغ، وتحته يتم المضغ والتخزين كضم الغيظ،وكتمه تمهيداً لبصقه أو لابتلاعه داخل الجسد.
(سأرحل ثانية بفضل أضابير المستشفى إلى العالم…)
تقرير صعب، الرواية (يارا المعاني) تحدثنا عن بطلتنا المقهورة وعن رحيلها مرة أخرى إلى العالم ليس بفضل أي شيء سوى أضابير المستشفى، ما أقسى ذلك!! وتستطرد قائلة (كما صرح طبيبي منتصراً بأنه يسمح لي بالمغادرة…) نعم هكذا هم معظم الأطباء، إحساسهم الألوهي بالقوة، يجعلهم يحسون بالانتصار عند (السماح) لمريض بالمغادرة ويارا تعاكس هذا التصور النابع من واقع الرؤية والعلاج النفسي الحديث رغم تقدمه كثيراً عما كان في العصور السابقة فتقرر لنا في شكل فلسفي عميق: (كان الموت هو حالة ارتداد عن الطبيعة، أو التباس خطير في تطبيق قوانين الحياة داخل الحياة) إذن كما زعقت الأمسيات داخل أبخرة الشاي، الموت ليس ارتداداً عن الطبيعة؟! هل هو الطبيعة! هل هو امتداد لها؟ هنا تلغي يارا انتصار الطبيب وتقهره.
ثم تستطرد الكاتبة لتروي تفاصيل الإجراءات التي عادة ما تتخذ عند دخول المستشفى النفسي (الممرضات يمازحنني ويعرينني دوماً من الشوكة والسكين ودبوس وقرطي الذهبي، بحجة الحفاظ على هذه الأشياء من الضياع…داخلي)
داخلي بعد النقاط الفواصل تنهي أهمية هذا الإجراء لان قيمة تلك الأشياء التي ترمز للاستمتاع بالحياة انتفت داخل الإنسانة المكتئبة.
ثم تصدمنا في آخر الفقرة (بالإضافة إلى أن طعامي مهروس)، نعم لا حاجة للشوكة والسكين فكل شيء معد سلفاً، وهكذا هي الحياة، لا طموح لا قرار لا إرادة ولا أمل.
وبعدئذ تصور يارا المعاني الساعة رمز الزمن الحي تصويراً بارعاً في نفورها على الجدار الوردي، انشقاقها من الحائط، لهاثها بأناقة، وصورتها الشبيه بالأنات وبحات من سبقوها الى ذلك المكان، وهي هنا تذكرّ بتجربة الدخول الى السجن، المعتقل، المستشفيات، المعسكرات، حيث تكون للجدران ذاكرة تراكمية يحس بها كل قادم جديد، نعم بمجرد تأملها أو تلمسها أو حتى قراءة متعثرة لخطوط باهتة متناثرة متنافرة هنا وهناك. وترصد هنا أيضاً تجربة (المغسل) حيث دوماً ما يهتم أولى الأمر بغسيل زبائنهم الأحياء والموتى، في الجيوش، وفي المصحات العقلية وفي المستشفيات الجذام، لكن ما يحدث حقيقة في المغسل؟!
يتخلص الجميع من صداع (أجزائهم المفككة) والنتيجة: يخرجون لامعين كاملين اما الى الشارع أو المقبرة، وهذا حقيقي لان الاغتسال القسري يؤدي اما الى الموت أو الحياة.
ثم تستطرد يارا في الجزء الأول من قصتها لتحكي عن علاقة ثلاثية الأبعاد تتناول الممرضة، التي تحب الممرضة والطبيب الذي يداعب الممرضة ويقبلها وهي تحكي عن ذلك بكثير من الغضب، فتصف أذنيه بالمشنوقتين تترنحان عند ركبته (تهكم شديد وتحقير متمكن)، وتقول (أتراها توشي بأصابعها رقبته العقيمة) وحبها للممرضة يظهر في تساؤلاتها عن احساساتها (أتراه يحس بذراعيها الدافئتين كما عهدتها).
(وأنا التي كنت على وشك أن أوزع من رهافة كفها وسائد لكل أسرة المستشفى).
وهي تعاتبها مكررة عتابها (ليتها سألتني.. ليتها سألتني) (ليتها سألت لهاتي القاحلة قبل أن تبلل بلسع لعابه) هنا لهاتها رمز العطش النفس والجنس، قاحلة، ولعابه رغم انه يبلل إلا انه لا سع لا يرطب.
وتنهى وصف اللقاء بين الطبيب والممرضة مرة اخرى، كما عودتنا بتقرير قاسٍ جداً:
(لو سألت مومساً مشروخة سبق لها أن خمشت شرايين الجميع وتهشمت في أرديتهم البكماء)… نعم لو سألت ممرضة البطلة مومساً مشروخة نالت منها التجربة الدموية وانتهت مهشمة في (الأردية البكماء) وكأنها تعني تلك المعاطف البيضاء التي يرتديها الاطباء، أو المعاطف الصوف التي يرتديها الأغنياء، وكأنها رمز القوة والسلطة والهيمنة.
وتستطرد القصة في الاسترسال الخطير، مستخدمة عبارات ذات دلالات مثل: (لعلها مصادفة أن تحشر الشمس في عيني).
(تكتشف بفضل المصادفة وحدها دمي التعب تحت الوسادة).
(أتقلص… خشيته أن أقرض من قدمي البعيدتين).
(محصن خيال الإدعاء أن حقيقتي تأتي نظيفة، في الجريدة، كالرحم، مرة).
وأنا لا أدعي ولا انوي ليّ ذراع العمل الأدبي تحت ضغط التجربة السريرية وإنما من كل ما سبق تتكون العناصر الموحية باضطراب نفسي بالغ، يهيم على شفا الانتحار بقطع شرايين الرسغ تحت الوسادة، الى الارتباط بالرحم- مرة- والغريب أن الرحم في اللغة الإغريقية القديمة (أصل الطب) يسمى HYSTER UM ومنه أشتق الاضطراب النفسي الأشهر بين النساء (الهستريا) وهو لا يعني الصراخ والعويل بقدر ما يعني تصدع وتفكك وتحلل أجزاء النفس هنا وهناك من اجل مكسب أو أكثر (ثانوي أو أولى) من الحياة وممن يتحكمون فيها.
ويستمر الوصف التعبيري:
(جدران البيت المجدبة
التي تنزلق عليها قسماتي وتنفي حتى القاع)
(آتي بأحلامي المربعة كما زواياها)
(تولول بإلحاح راجفة من مرآى حذائي الوسخ)
الأحلام غير المستديرة، مربعة، غير سلسلة
الولولة لمرآى الحذاء الوسخ فيه تعب وكآبة وضيق.
ونأتي إلى مقطع في القصة يشير الى عنوانها حيث تلتقي المرأى مع رجلها (نجلس الى الطاولة الزجاجية التي يخترقها، رغم الضوء الأبيض، خيط بنفسجي متمرد) نعم بالضرورة يجب أن يكون متمرداً في تلك الأحوال، وهذا ينسجم تماما مع ما يأتي:
(كل شيء، بالمقلوب يثير شهيتي)
(قوادمي شيخ خرافي يحيي برونز الكؤوس برعب)
(أتجمد كي لا أهوى)
(أني مفتونة بالتدريج نحو ذلك الوادي)
(أناشيد التحرير، أناشيد الثورة
لا تمل أبداً لأنها بلا ريق يجف)
واضح فيما شبق أن دور النفس الجسدي
Psychosomatic role
يحوي الشهية والاحتساء، كما أن الدور النفسي الدرامي Psychosomatic role يحدث في موازاته: مفتونة بالتدريج، شيخ خرافي. إنها الرواية تجعل بطلتها الشرهة الى اكتساب النفس بشكل جسدي، ولاكتساب المواقف الحياتية الانفعالية المختلفة أدواراً مختلفة، وهموماً فإن كل واحد منا مشحون بأدوار مختلفة يود أن يكونها فهو يود أن يكون نشطاً وفعالاً وقادراً، من خلال هذا الضغط الفاعل تتفاعل وحدات الفرد الكثيرة وتظهر في شكل دور رئيسي أساسي قد يحس بالتوتر والفلق.
في استطرادها في تلك القصة الفذة من وجه نظري- تدخل يارا الى عالم فنتازيا غريب خلال ثلاث ساعات (تسحب فيها من عينيها الفارغتين المضيئتين) (لاحظ التناقض الفاعل كما الدور الذي شرحناه سابقاً).
(تتهرج الألوان في رئتي بإيقاع حبيس)
(مرة أخرى تناقص فاعل)
ورحلة الفنتازيا، هنا، ملأى بصور خرافية فها تكهرب- أنصال- ضوء بنفسجي- مساحات برتقالية- وجوه ورعاف- زناد وأثداء- عازفين مصعوقين والآت مقالة) الى آخر السرد الذي بدأ كجحيم دانتي أو داخل فيلم استخدمت فيه الألوان والأشكال وكافة المؤثرات السمعية والضوئية ولعنا نتوقف قليلاً عند تلك الجملة في الصفحة الأخيرة من القصة والتي تقول فيها:
(أنظر إليها أشعر برغبة حارقة في انتزاع الدبابيس من شعرها المصفف لأغرسها في كفيها).
الرغبة هنا حارقة، للانتزاع، لدبابيس (حادة) من شعر مصفف، لا لترميها أو لتغرسها في وجهها ولكن في كفيها، وكأن تلك المسامير التي دقت في كفي السيد المسيح، مزيج من الرغبة العدوانية المتوحشة تجاه امرأة مصففة الشعر وربما المشاعر أيضاً. نصفي مجنونة، ونصفي يشتم).
انه غضب والتصوير اللغوي الجميل لحالة إنسانية عارمة يعاني منها الأسوياء والمتعبون على حد سواء.
(تلوك ملابس لتفوح من الحرير والساتان عقاقير صفراء واخزة تخدش كفيّ الى جوفي).
والجملة هنا قوية قوة التعبير الصلب عن العقاقير ذات التأثير النفسي التي- بعضها- غالباً ما يترك لوناً وأثراً على الملابس الداخلية(الحرير والساتان)، لكنها وفي تحويل غريب تجعلها- العقاقير- تخدش كفيها رمز إشارتها إلى جوفها، وهي كناية عن (التكبيل) وعدم القدرة على الحركة، التكور الجنيني الى الداخل، وهو أمر حق بالفعل تحدثه العقاقير (المعقلات) لدى المرضى، وتكتمل الصورة بـ (تنتقل الحفلة الى جوفي) كما لو كانت تعبر عن التأثير الذي احدثه الدواء داخل الجسم، ثم (تدق الأوتاد في انحائي) مرة اخرى ايحاء بالصلب، (لانها تخاف ان اشربها وهي نقاط الدم الصغيرة المبتولة)
هل ترى يجيء ذلك في سياق الصلب والدم وشرب النبيذ/ الدم؟! ربما، ولانني اخشى-تماماً-تطويع العمل الادبي- لنظريات طبية نفسية مسبقة، او تجارب سريرية ممحددة لمرض ومرضيات اشتركوا فيما اصطلح عليه يونغ بـ (اللاوعي الجماعي) الا ان القارئ البعيد، غير العارف بشخصية الراوي وشخوص اعماله يكون في حرية احياناً لرسم الشبخ المتخفي وراء الجو النفسي العام ومزاج القصة.
مرة اخرى تعود الى وصف الطبيب في تهكم قاس.
– (تقدم مني ابيض صاعقاً، واذناه في جيبه، والتقرير في جيبه، انفاسه رزينة…)
– (كانه محنك أحكمته امثال هذه الشعارات)
وتبدو لي العلاقة بين المريضة والطبيب قابلة لما يصطلح عليه بالطرح Transference فالمريضة اسقطت كل قرفها من شخص هام في حياتها، قد يكون الحبيب الذي قضت معه ثلاث ساعات في اطار الخيط البنفسجي، وقد يكون الاب او أي مفتاح ادمي اخر ويتودجه بعض المحليين النفسيين الى اصلاح غريب: (الجنون العلاجي) استبدالاً لعملية الطرح او انتقال المشاعر تلك، فهنا فان الوهم وخداع البصر والبصيرة الناتجين عن اقتحام الانفال اللاشعوري دون استلام واع كامل، وهنا تبدو العملية كلها وكأنها (حلم يقظة) باهت واعد، ولكنه ايضاً، غير مقنع.
ختام القصة التي اقفز اليه مظطراً لان الاستغراق في كل لفظة سيكلف العمل الادبي والنقدي مالا طاقة لنا به، تكثف باقتصاد لغوي شديد كل التجربة قائلة:
(كنستني بهشاشة تعرف ما تريد)
كنس وليس ازاحة، وبهشاشه تنم عن احتقار لارقة، وتعرف ما تريد، حتمية ضرورية.
القصة تشكل تقدماً في تطور التعامل مع اللغة، من باب المعالجة والمفاجأة، الدهشة والصدمة من باب خوض التجربة النفسية كاملة من داخل الحروف والكلمات لا وصفها او التعبير عنها، انه ذلك التطور الداخلي العام المنعكس على الشكل ليس من باب الغرابة والغموض، بقدر ما هو الصدق المباشر والغوص في لحمة الكلمات، لتكتسب شكلاً قد نكونه وقد نراه ونحبه ونعيشه